
نقرأُ في سورةِ الروم، وفي الآيةِ الكريمة 28 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون). فما هو معنى “تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ” في هذه الآيةِ الكريمة؟
تباينت آراءُ المفسِّرين في المعنى الذي ينطوي عليه قولُ اللهِ تعالى هذا؛ هذا المعنى الذي لا يحتاجُ المرءُ حتى يتبيَّنَه غيرَ أن يتدبَّرَ السياقَ الذي وردَ هذا القولُ الكريمُ خلاله: فالمتشاركون في تجارةٍ، من الذين تخاطبُهم هذه الآيةُ الكريمة، يخافُ بعضُهم بعضاً خشيةَ أن يُغمطَ حقٌّ مخادعةً أو غِشاً أو سرقةً أو نَصباً أو احتيالاً. فهل يتصورُ واحدهم حالاً يكونُ فيه مشارِكُه هو من عبيدِه الذين هم مُلكُ يمينِه فيخافُه كما يخافُ مشاركاً حُراً مثَله وليس عبداً من عبيدِه هؤلاء؟