
تعهَّدَ اللهُ تعالى بِحِفظِ قرآنِه العظيم: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (9 سورة الحِجر). ولقد استفاضَ المفسِّرون في تِبيانِ تجلياتِ هذا “الحِفظِ الإلهي”. وتتكاملُ هذه التجلياتُ فيما بينها لتقدِّمَ لنا تصوراً لا ينبغي لنا أن نتوهَّمَ لحظةً أنَّه يحيطُ بتجلياتِ هذا الحِفظِ كلِّها جميعاً.
ومن بينِ هذه التجليات ما هو ذو صلةٍ بحِفظِ اللهِ تعالى لقرآنِه العظيم من أن يقتربَ منه أحدٌ من الشياطينِ خلالَ رحلةِ نزولِ سيدِنا جبريل به من عالَمِ العرشِ إلى سيدِنا محمد صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم. وفي هذا ما فيه من دحضٍ وتفنيدٍ لما كان يتقولُّه كفارُ قريش بزعمِهم أنَّ هذا القرآنَ إنَّما هو قولُ شيطانٍ رجيم: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) (25 التكوير)، وأنه قد تنزَّلت به الشياطين: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ) (210 الشعراء).
فأنَّى للقرآنِ العظيم أن يكونَ كما زعمَ كفارُ قريش وحافِظُهُ هو اللهُ خيرُ الحافظين؟!