العقلُ حينَ يُسلِمُ قِيادَهُ للنفسِ وهَواها… حِقدُ يوسف زيدان على عبد الناصر مثالاً!

جُبِلَ الإنسانُ على الامتثالِ لِما تأمرُه به نفسُهُ الأمارةُ بالسوء: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) (من 53 يوسف). وامتثالُ الإنسانِ لِما تأمرُهُ به نفسُه لن ينتهِيَ به إلا إلى مزيدٍ من الإيغالِ في النأيِ عن صِراطِ اللهِ المستقيم؛ هذا الصراطُ الذي ما نأى عنه أحدٌ وابتعد إلا وعادَ ذلك عليهِ بما سيجعلُهُ عاجزاً بالضرورةِ عن الإفلاتِ من مُحكَمِ قبضةِ النفسِ وهواها.
ولانصياعِ الإنسانِ للنفسِ وهواها علاماتٌ لا يُخطِئُها من كان له حظٌّ من مجاهدةِ النفسِ وحملِها على ما تكرَه وإكراهِها على ما لا تهوى. ومن هذه العلاماتِ ذلك الحقدُ الذي يتجلَّى لكلِّ مَن كان له باعٌ، طالَ أم قَصُرَ، مع مجاهدةِ النفسِ وهواها. فهذا الحقدُ الدفينُ لابد وأن يجدَ له متنفَساً فيما يجري على لسانِ الحاقدِ وهو يُهاجمُ كلَّ مَن يخالفُه الرأيَ والمعتقد.
وأقربُ مثالٍ على ذلك ما جرى على لسانِ د. يوسف زيدان من تذكيرٍ بما يمتلئُ بهِ صدرُهُ من حقدٍ على عبد الناصر، وهو حقدٌ لا يمكنُ التعليلُ له إلا باستذكارِ ما تقدَّمَ أعلاه من غَلَبةٍ للنفسِ والهوى! ويؤيِّدُ ذلك تفحُّصُ الحُجَجِ التي ساقَها على مدى سنواتٍ من مقاربتِهِ غيرِ الموفَّقة لمسيرةِ عبد الناصر؛ هذه المسيرةُ التي لو أنَّه قاربَها بحياديةِ الباحثِ العلمي، وموضوعيةِ الناقدِ الأدبي، لتبيَّنَ له أنَّ مآخذَه على عبد الناصر تفتقرُ إلى المنطقِ السليم وأنَّها ليست أكثرَ من تجلياتٍ لحقدٍ دفينٍ يُذكِّرُ به قَولُ اللهِ تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (من 118 آل عمران).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s