
سورةُ يوسف هي السورةُ الوحيدةُ في القرآنِ العظيم التي تَرِدُ فيها كلمةُ “رَب” بثلاثةِ معانٍ:
1- المعنى الأول هو اللهُ تعالى: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (6 يوسف).
2- والمعنى الثاني هو العزيز: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (23 يوسف).
3- والمعنى الثالث هو الملك: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (42 يوسف).
ومن عجيبِ خصائصِ سورةِ يوسف أيضاً ما وردَ فيها على لسانِ أخوةِ يوسف:
1- (يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ. أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون) (من 11- 12 يوسف).
2- (يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون) (من 63 يوسف).
وذلك لأن العبارةَ القرآنيةَ الجليلة “وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون” لم ترِد في القرآنِ العظيم في غير هذين الموطنَين إلا مرةً واحدةً فقط، وذلك في سياقِ تعهُّدِ اللهِ تعالى بحفظِ قرآنِه العظيم: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (9 الحِجر).
وأختمُ هذا المقالَ بذكرِ خصيصةٍ أخرى تمتازُ بها سورةُ يوسف عن باقي سُوَرِ قرآنِ اللهِ العظيم. فسورةُ يوسف وردَ فيها، وعلى لسانِ سيدِنا يوسف: (أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِين) (من 59 يوسف). فسيدُنا يوسف وصفَ نفسَه بأنَّه “خَيْرُ الْمُنْزِلِين”، وهذا وصفٌ لم يرِد له ذِكرٌ في القرآنِ العظيم إلا مرةً واحدةً أخرى، وذلك في الآيةِ الكريمة 29 من سورةِ المؤمنون، في سياق وصفِ اللهِ تعالى لذاتِه الشريفة بأنَهُ “خَيْرُ الْمُنْزِلِين”: (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ).