
يقتضي التديُّنُ الحَق بِدينِ اللهِ الحَق أن يُتَّقى اللهُ حَقَّ تُقاتِه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (102 آل عمران).
والمُتَّقونَ اللهَ حقَّ تُقاتِه هُم المؤمنونَ باللهِ حقاً: (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (4 الأنفال)، وهُم الذين قالَ اللهُ فيهم: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا) (من 26 الفتح).
وتشديدُ اللهِ تعالى على هذا التوصيفِ للتقوى، وللإيمانِ به، لَيقتضي منا أن نخلُصَ إلى نتيجةٍ مفادُها أن ليس كلُّ مَن “آمنَ باللهِ تعالى” قد آمنَ به حقاً، ولا كلُّ مَن “اتَّقى الله تعالى” قد اتقاهُ حقَّ تُقاتِه.
ولذلك يتعيَّنُ على كلِّ واحدٍ منا أن يتفحَّصَ ويُمحِّصَ إيمانَه باللهِ تعالى، وتقواهُ له، مخافةَ أن يكونَ قد خالطَ مقاربتَه لدينِ اللهِ تعالى شيءٌ من شوائبِ النفسِ وبعضٌ من أوزارِ الهوى.