
نقرأُ في قرآنِ اللهِ العظيم:
1- (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون) (5 السجدة)..
2- (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (من 10 فاطر).
3- (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا. وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) (56- 57 مريم).
4- (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) (من 55 آل عمران).
5- (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) (158 النساء).
يتبيَّنُ لنا، وبتدبُّرِ هذه الآياتِ الكريمة، أنَّ للهِ تعالى “حضوراً” في الوجودِ يقتضي منا وجوبَ أن نُعيدَ النظرَ في الكثيرِ من تصوُّراتِنا التي قمنا بصياغتِها وفقاً لما خُيِّلَ إلينا أنَّه حقيقةُ هذا الوجود. فاللهُ تعالى لا قدرةَ للسمواتِ والأرض على أن تحتوِيَه حتى نظنَّ ونتوهَّمَ أنَّه موجودٌ فيهما! فاللهُ تعالى يُحيطُ بكلِّ شيءٍ ولا قدرةَ لشيءٍ على أن يُحيطَ به. ولذلك فلابد لنا، والحالُ هذه، من أن نسترشدَ بما جاءتنا به الآياتُ الكريمةُ الواردةُ أعلاه لنخلُصَ بالتالي إلى حقيقةٍ مفادُها أنَّ اللهَ تعالى موجودٌ “خارجَ السمواتِ والأرض”. وهذا الوجودُ الإلهي خارجَ السمواتِ والأرض حقيقةٌ من الحقائقِ التي ما كنا لنعلمَها لولا القرآنُ العظيم الذي نقرأُ فيه: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (33 الرحمن).
وبذلك فإنَّ اللهَ تعالى إذ يرفعُ إليه ما يشاءُ من مخلوقاتِه، فإنَّه إنما يرفعُها إلى أقربِ بقعةٍ إلى عرشِه العظيم؛ هذا العرشُ الذي يُحيطُ بالسمواتِ والأرضِ “إحاطةً فَوقية” أنَّى نظرتَ إلى أعلى أو إلى أسفل.