“لَو” في قرآنِ اللهِ العظيم

نقرأُ في سورةِ الحَشر، وفي الآية الكريمة 21 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون).
يُصِرُّ البعضُ على فهمِ هذه الآيةِ الكريمة وفقاً لِما تقضي به قواعدُ العربيةِ، وينسى أنَّ هذه القواعدَ لا سلطانَ لها على لسانِ القرآنِ العربي المبين يُحتِّمُ وجوبَ أن يكونَ معنى هذه الكلمةِ القرآنيةِ أو تلك مُحدَّداً بها! وهذا ظنٌّ لا يقدِرُ القرآنَ العظيمَ حقَّ قدرِه إذ يجعلُ لِما صاغَه النحَوييُّون سلطةً على النَّصِّ القرآني ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان! فللقرآنِ العظيمِ قواعدُه التي ليس لها بالضرورة أن تتطابقَ، بالتمامِ والكُلية، مع القواعدِ التي قامَ بصياغتِها هؤلاءِ النَّحوييُّون.
فالآيةُ الكريمة 21 من سورةِ الحشر أعلاه لا تتحدَّثُ عن حدَثٍ “افتراضي” أو مثالٍ “مَجازي”، ولكنها تتحدَّثُ عن آيةٍ بمقدورِ اللهِ تعالى أن يأتيَ بها إن شاء! فاللهُ تعالى لا يُعجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء حتى لا يكونَ بمقدورِه أن يُنزِّلَ هذا القرآنَ على جبلٍ فيجعلَه خاشعاً متصدعاً من خشيةِ الله. وهذا ما لا يتَّفقُ مع ما تقضي به المقاربةُ القواعديةُ لهذه الآيةِ الكريمة والتي تنظرُ إلى كلمةِ “لو” فيها بمنظارها النَّحَوي القائمِ على أساسٍ من كونِ “لو” حرفَ امتناعٍ لامتناع!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s