
نقرأُ في سورةِ يوسف، وفي الآية الكريمة 45 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي). فما هو معنى “بَعْدَ أُمَّةٍ” في قَولِ اللهِ تعالى هذا؟
يُعينُ على تبيُّنِ هذا المعنى أن نتدبَّرَ الآيةَ الكريمةَ 8 من سورةِ هود: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون). فمعنى “الأمة المعدودة” في هذه الآية الكريمة هو الأجَل المعدودُ المسمى والمُحدَّدُ بما يجعلُه لا يستقدمُ عنه ولا يستأخِر.
فالذي نجا من صاحبَي سيدِنا يوسف جعله اللهُ تعالى يستذكرُ ما كان من أمرِه معه في سجنِه عندما نبَّأهُ بتأويلِ رؤياه التي جعلها اللهُ تعالى حقاً. وهذا “الاستذكارُ” قد جعلَهُ اللهُ تعالى مأجولاً بأجَلٍ محددٍ بإنباءِ الملكِ رؤياه لملَئِه والذي كان صاحبُ الرؤيا واحداً منهم إذ كان ساقي الملك.
فكلمة “أُمة” في الآيةِ الكريمة 45 من سورةِ يوسف أعلاه تعني “المدة من الزمان”.