
نقرأُ في سورةِ فُصِّلَت، وفي الآيةِ الكريمة 37 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون). فاللهُ تعالى يُشيرُ في هذه الآيةِ الكريمة إلى الشمس والقمر بصيغةِ الجَمع، وذلك بقولِه: (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ).
وهذه الإشارةُ إلى المثنى بصيغةِ الجمع نجدُ عليها أمثلةً في مواطنَ أخرى من القرآنِ العظيم: (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) (15 الشعراء). فاللهُ تعالى يُشيرُ في هذه الآيةِ الكريمة إلى سيدِنا موسى وسيدِنا هارون بصيغةِ الجمع، وذلك بقولِه: (إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ).
وهذا هو عينُ ما يُبيِّنُه لنا تدبُّرُ قَولِ اللهِ تعالى في الآيةِ الكريمة (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) (78 الأنبياء). فاللهُ تعالى يُشيرُ هنا إلى سيدِنا داود وسيدِنا سليمان بصيغةِ الجَمع، وذلك بقولِه: (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ).
ونقرأُ في سورةِ البقرة إشارةً أخرى إلى المثنى بِصيغةِ الجمع، وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ قَولِه تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (31 البقرة). فاللهُ تعالى يُشيرُ في هذه الآيةِ الكريمة ضِمناً إلى آدم وزوجِه بصيغةِ الجَمع، وذلك بقولِه: (أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ).