نفسُ الإنسان بين مطرقةِ الشيطان وسندانِ الهوى!

ابتُلِيَ الإنسانُ بنفسٍ إن هو لم ينهَها عن الهوى استعانَ بها الشيطانُ في حربِه عليه. فالشيطانُ في حربٍ دائمةٍ على الإنسان الذي إن لم يتَّبع هَديَ اللهِ تعالى فلن تُكتبَ له الغلبةُ عليه. وحربُ الشيطانِ على الإنسان قد كشفَ لنا القرآنُ العظيمُ النقابَ عن كونِها واحدةً من حقائقِ هذا الوجودِ الذي نُخطِئُ عظيمَ الخطأ إن نحن توهَّمنا أنَّ ما نراه بأعيُنِنا منه هو كلُّ ما هنالك:
1- (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) (من 27 الأعراف).
2- (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) (من 6 فاطر).
3- (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (من 168 البقرة).
4- (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (60 يس).
ولذلك كان التديُّنُ الحَق بِدينِ اللهِ الحق ليس بالأمرِ الهَيِّن وإن ظنَّ كثيرٌ منا خلافَ ذلك! فعلى مَن يريدُ أن يؤمنَ باللهِ تعالى حقَّ الإيمان أن يُوقِنَ حقَّ الإيقان بأنَّ “كثيراً مما يحسبُهُ هَيِّناً هو عندَ اللهِ عظيم”: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (من 15 النور). فعداوةُ الإنسانِ للشيطان تقتضي منه وجوبَ أن يتَّقِيَ اللهَ حقَّ تُقاتِه حتى لا يُمكِّنَ الشيطانَ من قلبِه وعقلِه وجوارِحِه، وقبل ذلك كلِّه من هواهُ ونفسِه. ولذلك كانت عداوةُ الإنسانِ للشيطان توجبُ عليهِ أن يَنهى نفسَه عن اتِّباعِ الهوى:
1- (فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا) (من 135 النساء).
2- (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (من 26 ص).
3- (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (40- 41 النازعات).
فالهَوى جنديٌّ من جنودِ الشيطان الذي أذِنَ له اللهُ تعالى بأن يستعينَ في حربِه على الإنسان بما فصَّلته لنا وبيَّنته الآيةُ الكريمة: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) (64 الإسراء).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s