
تعهَّدَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بـ “الكفايةِ” و”العِصمةِ من الناس”: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (من 36 الزُّمَر)، (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) (من 137 البقرة)، (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (من 67 المائدة).
و”كِفايةُ الله” و”عِصمتُه” حقيقتان قرآنيتانِ لا مِراءَ ولا جِدالَ فيهما. فاللهُ تعالى كفى رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم، والمؤمنين، القتالَ يومَ أرسلَ رسُلَه من الملائكةِ المُكرَمين فسلَّطَهم على عدوِّه وعدوِّ رسولِه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم وعدو المؤمنين: (فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ) (من 6 الحشر).
فاللهُ تعالى له الأمرُ كلُّه؛ فإن شاءَ أيَّدَ أنبياءَه المُرسَلين برُسُلِه من الملائكةِ المُكرَمين: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ. وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (9- 10 الأنفال)، وإن شاءَ كفى أنبياءَه المُرسَلين القتالَ بأن سلَّطَ رُسُلَه من الملائكةِ المُكرَمين على مَن يشاء: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) (من 25 سورة الأحزاب).