
نقرأُ في سورةِ الأعراف، وفي الآية الكريمة 27 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُون). فمَن هم “قبيلُ الشيطان” الواردُ ذِكرُهم في هذه الآيةِ الكريمة؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نتدبَّر الكلماتِ القرآنيةَ الكريمةَ التي اختُتِمت بها هذه الآيةُ الكريمة: (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُون). وهؤلاءِ هم شياطينُ الجِنِّ الذين وردَ ذِكرُهم في الآية الكريمة 50 من سورةِ الكهف: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا).
وشياطينُ الجِنِّ هُم جنودُ إبليس الواردُ ذِكرُهم في قَولِ اللهِ تعالى: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُون. وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) (94- 95 الشعراء). وجنودُ إبليس هم “رَجِلُهُ” الواردُ ذِكرُهم في الآية الكريمة 64 من سورةِ الإسراء: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).