لماذا يزدادُ وجهُ الظالِمِ لِنفسِهِ قُبحاً بِتقادُمِ الأيام؟

الإنسانُ كيانٌ غيرُ طبيعي! وبرهانُ ذلك يكمنُ في عَجزِ ما بين أيدينا من نظريات العلم عن التعليلِ لكثيرٍ من سلوكياتِه التي لو أنَّه كان، وكما تزعمُ هذه النظريات، نِتاجَ “تطورٍ طبيعي”، لَما استعصى عليها هذا التعليل! ومن ذلك ما ثبتَ لدى كثيرٍ من الناسِ من أنَّ الإنسانَ الذي يظلمُ الآخرين لا ينفكُّ وجهُهُ يزدادُ قُبحاً وبشاعةً كلما تقدَّمَ به العُمُر، وبما لا يتناسبُ مع ما بمقدورِ قوانينِ العلمِ ذاتِ الصلة أن تُقدِّمَه من تِبيانٍ لِما ينبغي أن يكونَ عليهِ وجهُهُ وفقاً لما تقضي به حساباتُها البايولوجيةِ والكيميائية! فما العلةُ إذاً من وراءِ هذه الظاهرةِ العجيبة؟!
يُعينُ على تبيُّنِ الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ الحقيقةَ التي مفادُها أنَّ الإنسانَ، وفقاً لما جاءنا به دينُ اللهِ تعالى، نفسٌ قبل أن يكونَ بدناً، وأنَّ بدَنَ الإنسانِ “ينفعلُ” بما تضطرُّه نفسُهُ إلى الإتيانِ به من قولٍ أو فعل. فللنفسِ قوةٌ جبارةٌ لم يُفلِح العلمُ في التعرُّفِ إليها حتى هذه اللحظة! وقوةُ النفسِ هذه، إذ هي قادرةٌ على أن تؤثِّرَ إيجاباً في بدَنِ الإنسان إن هو لم يظلم نفسَه أو يظلم الآخرين، فإنَّ بمقدورِها أيضاً أن تؤثِّرَ فيه سَلباً وبما ينجمُ عنه بالضرورةِ من وجوبِ أن يتجلَّى تأثيرُها هذا على وجهِه بشاعةً وقُبحاً إن هو استمرأَ تعدِّي حدودِ الله فظلمَ نفسَه بظلمهِ للآخرين.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s