
حذَّرَ سيدُنا لوط قومَه وأنذرَهم من مغبةِ تعدِّيهم لحدودِ الله، وذكَّرَهم بما كان مِن أمرِ مَن عصَى اللهَ من قبلِهم إبادةً وهلاكاً بعذابِ اللهِ الذي أنزلَه بساحتِهم إذ لم ينتصحوا بما نصحَ لهم نوحٌ وهودٌ وصالح: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ. أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) (28- 30 الشعراء).
فالقومُ كذَّبوا سيدَنا لوطاً إذ أنذرَهم بطشةَ اللهِ تعالى، وبالغوا في تكذيبهم له، استعلاءً في الأرضِ واستكباراً: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) (33 القمر). فلما بلغَ تكذيبُهم له عليه السلام الحدَّ الذي لا ينفعُ بعدَهُ دواءٌ إلا أن يُنزِلَ اللهُ تعالى بساحتِهم عذابَه (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُر) (36 القمر)، كان حقاً على اللهِ أن يُجرِيَ عليهم سُنَّتَه التي أجراها على مَن سبقَ وأن تعدَّى حدودَه تعالى قبلهم: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) (من 38 الأحزاب)، (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) (من 43 فاطر).