في معنى قَولِهِ تعالى “جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ” وقَولِهِ تعالى “كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ”

نقرأُ في سورةِ القمر الآيتَين الكريمتَين 13- 14: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ. تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ)، وكذلك الآيتَين الكريمتَين 34- 35: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ. نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ).
يُبيِّنُ اللهُ تعالى للناس في هذه الآياتِ الكريمة كيف انتصرَ لاثنَين من عبادِه الذين اصطفى هما سيدُنا نوح وسيدُنا لوط عليهما السلام. فاللهُ تعالى أغرقَ قومَ سيدِنا نوح استجابةً منه لدعاءِ سيدِنا نوح (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) (10 القمر). فسيدُنا نوح ما استنصرَ اللهَ تعالى، فدعاهُ لِينصرَه من قومِه، إلا من بعدِ أن كفروه وذلك من بعدِ أن مكثَ فيهم قرابةَ الألف سنةٍ يدعوهم إلى اللهِ تعالى ولا يجدُ منهم غيرَ الصدودِ والإعراضِ والتكفير: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) (14 العنكبوت).
كما أنَّ اللهَ تعالى قد انتصرَ لسيدِنا لوط، فنصرَهُ على قومِه الذين كذَّبوهُ وكفَروه، وذلك لأنَّ سيدَنا لوطاً ما فارقَ شُكرَ اللهِ يوماً فكان حقاً على اللهِ أن ينصُرَهُ جزاء ذلك. وفي ذلك ما فيه من تبيانٍ من اللهِ لِما يعودُ به شكرُه على العبدِ من جزيلِ عطاءِ اللهِ وعظيمِ فضله.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s