لماذا وُصِفَ أولياءُ اللهِ ب “الصالحين”؟

نقرأُ في سورةِ يونس، وفي الآية الكريمة 62 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). و”أولياءُ اللهِ” هؤلاء هُم الذين وليُّهم الله، وهو الذي يتولاَّهُم في الدنيا والآخرة: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (196 الأعراف).
ولقد عرَّفَ اللهُ تعالى في قرآنِه العظيم الصالحينَ من عِبادِه، فبيَّنَ حالَهم معه، وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ الآياتِ الكريمةِ التالية:
1- (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ) (من 168 الأعراف).
2- (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (105 الأنبياء).
3- (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) (11 الجِن).
4- (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (69 النساء).
5- (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) (114 آل عمران).
6- (وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ) (84 المائدة).
والصالحونَ من عبادِ اللهِ تعالى هُم الذين دأبُهم عملُ الصالحات، وهُم المُكثرون منها والمسارعون إليها وإلى الحدِّ الذي يجعلُهم يُعرَّفونَ بها:
1- (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (9 الإسراء).
2- (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (من 9 التغابن).
3- (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا) (112 طه).
فأولياءُ اللهِ إذاً هُم الصالحون من عبادِه الذين يعملونَ الصالحاتِ. وأولياءُ اللهِ ما اتَّخذهم اللهُ أولياءَه، فكان لهم نِعمَ الولي والمولى، إلا لأنَّهم اتَّخذوا صالحَ الأعمالِ وسيلتَهم إلى اللهِ تعالى فكانوا أشدَّ عبادِهِ حرصاً على ألا يصدرَ عنهم أيُّ عملٍ إلا من بعدِ أن يُتقنوه الإتقانَ الذي يُحبُّه الله، وذلك إطاعةً منهم لحديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم: “إنَّ اللهَ يُحبُّ إذا عَمِلَ أحدُكم عملاً أن يُتقِنَه”.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s