
نقرأُ في القرآنِ العظيم:
1- (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (28 البقرة).
2- (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون) (26 الجاثية).
كما ونقرأُ في القرآنِ العظيمِ أيضاً:
1- (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (42 الزُّمَر).
2- (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (70 النحل).
فاللهُ تعالى إذاً هو مَن يحيي الأنفسَ وهو مَن يُميتُها وهو مَن يتوفاها. وبذلك فإنَّهُ لَمِنَ الخطأِ الجسيم أن نظُنَّ أنَّ توفِيَ اللهِ تعالى للأنفُسِ هو الذي يُميتُها: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (60 الأنعام)، (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (42 الزُّمَر).
فاللهُ يُميتُ النفسَ ثم يتوفاها. وتوفِّي اللهِ تعالى للنفسِ هو ليس العلةَ من وراءِ موتِها. لنتدبَّر الآياتِ الكريمةَ التالية:
1- (إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) (من 258 البقرة).
2- (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) (81 الشعراء).
3- (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ) (158 الأعراف).
4- (وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) (156 آل عِمران).
5- (وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) (من 104 يونس).
يتبيَّنُ لنا، وبتدبُّرِ ما تقدَّم، أنَّ الموتَ والتوفِّي هما أمران متمايزان، وأنَّه لا يجوزُ أن نُماهيَ بينهما. فاللهُ تعالى يتوفَّى الأنفُسَ فيتسلَّمُها حين موتِها وفي منامِها. وإنَّه لمن البديهي أن الإنسانَ إذ يتوفى اللهُ تعالى نفسَه في منامِه فإنَّه يبقى حياً غير ميت. واللهُ تعالى إذ يُرسِلُ نفسَ الإنسانِ الذي لم يقضِ عليه الموتَ، فإنَّه إنَّما يؤجِّلُه إلى أجلٍ مسمى يقبض بمجيئهِ نفسَه.