
نقرأُ في سورةِ النساء، وفي الآيةِ الكريمةِ الأولى منها، قَولَ اللهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً). فإذا كان اللهُ تعالى قد خلقَنا كلَّنا جميعاً من نفسٍ واحدة، هي آدمُ عليه السلام، فإنَّ خِلقتَنا هذه قد لزِمَ عنها بالضرورة وجوبُ أن يكونَ بنو آدمَ أجمعون بِنفسٍ واحدة. فأنفُسُ بَني آدمَ لا تتمايزُ فيما بينها بما خُلقَت منه. فكلُنا خُلِقنا من ذاتِ النفسِ، وكلُّنا خُلِقنا بذاتِ النفس، فأين يكمنُ الاختلافُ فيما بيننا إذاً؟
يُجيبُنا القرآنُ العظيم بما يُعينُنا على تبيُّنِ الإجابةِ على هذا السؤال، وذلك في الآياتِ الكريمةِ التالية: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (7- 10 الشمس).