
للحياةِ معنى حقيقيٌّ واحد هو ذاك الذي بوسعِ كلِّ مَن تديَّنَ التديُّنَ الحَق بدينِ اللهِ الحَق أن يتبيَّنَه، وذلك إذا ما نظرَ إلى الدنيا بغيرِ عَينِ أهلِها الذين أوهموا أنفسَهم فصدَّقوا أنَّ هذا “المعنى” أو ذاك، من المعاني التي أبدعَها خيالُ الإنسان، هو معناها الحقيقي! فالدنيا إن لم يُنظَر إليها بعَينِ عقلٍ فرَّ صاحبُه إلى الله، فآمنَ به حقَّ الإيمان واتَّقاهُ حقَّ تُقاتِه، لن تُفصِحَ عن معناها الحقيقي الذي حجبَه اللهُ تعالى عن كلِّ مَن ظنَّ وتوهَّمَ أنَّ “ديناً آخر”، غيرَ دينِ اللهِ الحق، بمقدورِه أن يكشفَ النقابَ عن هذا المعنى! فلا الفلسفةُ ولا العلمُ بمقدورِ مَن تديَّنَ بأيٍّ منهما أن يتبيَّنَ المعنى الذي قُيِّضَ للدنيا أن تنطويَ عليه! فاللهُ تعالى هو الذي خلقَ هذه الدنيا، وهو الذي جعلَ معناها يستعصي على الإدراكِ ما لم نستعِن بِدينِهِ على تبيُّنِه.