
نقرأُ في قرآنِ اللهِ العظيم الآياتِ الكريمةَ التالية:
1- (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (174 الأعراف).
2- (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (من 168 الأعراف).
3- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون) (41 الروم).
4- (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (21 السجدة).
5- (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (48 الزخرف).
6- (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (27 الأحقاف).
يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ هذه الآياتِ الكريمة أنَّ اللهَ تعالى ما كان ليذرَ الناسَ في غَيِّهم يعمهون من دونِ أن يفعلَ كلَّ ما من شأنِهِ أن يجعلَ مَن كان منهم على شيءٍ من عقلٍ سليم يتدبَّرُ حالَه معه لينتهيَ به الأمرُ بعدَها إلى الإيابِ إليه من بعدِ طولِ إمعانٍ في الفرارِ منه. فالإنسانُ، كلُّ إنسانٍ، هو عند اللهِ تعالى عبدٌ مخلوقٌ لن يُخلِّدَه في نارِ جهنمَ أبدَ الآبدين حتى يُبيِّنَ له، وبما يتناسبُ مع ظرفِه الخاص وحالِه الخاص معه، كلَّ ما هو كفيلٌ بجعلِهِ “يرجِعُ إليه” مُنيباً تائباً. فاللهُ تعالى لن ينسى الإنسانَ إلا إذا ما نسيَهُ الإنسان. وكلُّ ما يعتوِرُ حياةَ الإنسانِ من عُسرٍ وضيق وكربٍ وكدَر “مقصودٌ” لعلَّ أن يكونَ في ذلك ما يضطرُّ الإنسانَ إلى الرجوعِ إلى الله لينجوَ بذلك من عذابِ الله وليُخلَّدَ بعدَها في الجنةِ عند الله.