
هل نستطيعُ أن نُعرِّفَ الإنسانَ بِدلالةٍ مِن عقلِهِ فحسب؟
يظنُّ كثيرٌ منا أنَّ الإنسانَ كائنٌ عاقلٌ، وذلك بالمقارنةِ مع غيره من الكائناتِ التي يُشاركُها العَيشَ على هذهِ الأرض! ويتكفَّلُ بِدَحضِ وتفنيدِ هذا الظنِّ عجزُ هذه “المقاربةِ العقلية” للإنسان عن التعليلِ لكثيرٍ من أفعالِهِ وردودِ أفعالِه. فلو كانَ الإنسانُ عقلاً فحسب لكان بمقدورِنا أن نعتمدَ العقلَ وسيلةً نتبيَّنُ بها العلةَ الكامنةَ من وراءِ هذهِ الأفعال وردودِ الأفعال. وبذلك يضطرُّنا هذا العجزُ إلى وجوبِ الإقرارِ بأنَّ هنالكَ “شيئاً آخرَ” هو الذي يجعلُ الإنسانَ يُقدِمُ على فعلِ ما يتناقضُ مع ما يقضي بهِ عقلُه! وهذا “الشيء الآخر” هو النفسُ التي قالَ فيها القرآنُ إنها “أمارةٌ بالسوءِ إلا ما رحِمَ ربي!”