
ليس لأقوالِ الإنسانِ أن تُحدِّدَ هويتَه بالضرورة. فقد يعني الإنسانُ ما يقولُ فيكونُ لِما يصدرُ عنهُ من قَولٍ أن يُحدِّدَ هويتَه. وقد لا يعني الإنسانُ ما يقولُ فنُخطئُ عندَها إن ظنَنا أنَّ ما يقولُ يُحدِّدُ هويتَه! ولذلك فإنَّ الأصوبَ هو أن نَحكُمَ على القولِ دونَ أن نحتكمَ إلى هويةِ قائلِهِ فنُحكِّمَها فيه! فهل جانبَ الشيطانُ الصوابَ بقولِهِ الذي حفظتهُ لنا الآيةُ الكريمة: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٢٢ إبراهيم).