
صلاحُ الأبناءِ غايةٌ ليس باليسيرِ على الأبوَينِ تحقيقُها. فالأمرُ مَوصولٌ بالنَّفسِ والهَوى صِلتَهُ بالعقلِ والنُّهى! فالإنسانُ، طفلاً كانَ أم بالغاً، لا يملكُ أن يكونَ بمنأى عن أن تتناوشَهُ النفسُ بخبالاتِها وعن أن يَطالَهُ بتزيينِهِ وغوايتِهِ الهوى! ولقد بيَّنَ لنا اللهُ تعالى في قرآنِهِ العظيم السبيلَ القويم إلى “صَلاحِ الأبناء”: (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (من ١٥ الأحقاف). فصلاحُ الأبناءِ متحقِّقٌ بالمواظبةِ على دعاءِ اللهِ تعالى، بإجادةٍ وإتقان، بأن يُصلِحَ للمرءِ في ذريتِه، هذا إن لم يكن في الأمرِ ما سبقَ وأن قدَّرَ اللهُ تعالى خِلافَه، وما نبأُ إبنِ سيدِنا نوح منا ببعيد!