
سادَت فينا وراجَت عباراتٌ جليلةٌ جرَت على ألسنتِنا وتوارثناها أباً عن جد وجيلاً بعدَ جيل. وإن نحنُ استقصَينا أصلَ هذه العباراتِ الجليلةِ، فإنَّ بحثَنا سينتهي بنا لا محالةَ إلى دَوحةِ القرآنِ العظيم. فالقرآنُ العظيمُ هو أصلُ كلِّ خَيرٍ أنعمَ اللهُ تعالى بهِ علَينا في الدنيا والآخرة. وهذه العباراتُ الجليلة هي غيضٌ من فَيضِ هذا الخيرِ الذي ما كُنا لِنشهدَهُ لولا هذا القرآن. ومن هذه العباراتِ التي شاعَت فينا وذاعت، العبارةُ الجليلةُ “السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه”. فما هو الأصلُ القرآنيُّ لهذه العبارةِ الجليلةِ إذاً؟
يتكفَّلُ بالإجابةِ على هذا السؤالِ أن نستذكرَ الآيتَين الكريمتَين التاليتَين: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) (من 48 هود)، (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (من 73 هود).