
يظنُّ كثيرٌ منا أنَّ كَونَ المرءِ من الذين آمنوا كفيلٌ بتحصينِه من عذابِ الله تعالى في الدنيا والآخرة وبما لا يجعلُ لعذابِ اللهِ تعالى عليه من سلطان! وهذا ظنٌّ لا يختلفُ في شيءٍ على الإطلاق عن الظنِّ الذي مفادُه أنَّ جهنمَ لن ينالَ نارُها مَن شهدَ بالشهادتَين لسانُه! ويكفي لدحضِ وتفنيدِ هذين الظنَّين أن نتدبَّرَ قولَ اللهِ تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) (278- من 279 البقرة). فما حاجتُنا بعدَ قولِ اللهِ تعالى هذا إلى مَن يريدُنا أن نشاركَه ظنونَه وأوهامَه بأنَّ المرءَ لا يحتاجُ غيرَ أن ينطقَ لسانُه بالشهادتَين حتى يكونَ في مأمنٍ من عذابِ اللهِ تعالى في الدنيا والآخرة؟