
يُجادلُ كثيرٌ من الناسِ في الجنةِ التي سكنَ فيها آدمُ وزوجُه زعماً بأنَّها لم تكن في السماءِ بل كانت في هذه الأرض! ولو أنَّ القومَ تدبَّروا ما جاءَنا به القرآنُ العظيم من نبأِ هذه الجنة، لتبيَّنَ لهم أنَّ الأمرَ هو خلافُ ما يظنون ويتوهمون! فكيف تكونُ “جنةُ آدم” على هذه الأرض، ونحنُ نقرأُ في سورةِ الأعراف قولَ اللهِ تعالى: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) (13 الأعراف)؟ فقولُ اللهِ تعالى هذا يؤكِّدُ “سماويةَ” جنةِ آدم؛ هذه الجنةُ التي هي مأوى “الملأِ الأعلى” من ملائكةِ اللهِ المقرَّبين الذين كان إبليسُ، وقبل أن يُخرجَهُ منها تكبُّرُه وغرورُه واستعلاؤه وتمنُّعُه وإباؤه وامتناعُه عن السجودِ لآدم، يتعبَّدُ للهِ تعالى فيها! فكيف تكونُ “جنةُ آدم” على هذه الأرض، واللهُ تعالى أخرجَ إبليسَ منها لأنَّه ما كان له أن يتكبَّرَ فيها؟