
قالَ اللهُ تعالى للملائكةِ إنَّه سيجعلُ في الأرضِ خليفة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (من 30 البقرة).
ولقد تباينَت آراءُ المفسِّرين واختلفت في هذا “الخليفة” تبايُنَها واختلافَها في معنى “الخلافة”. ولقد كان يكفينا حتى نتبيَّنَ معنى كلمة “خليفة”، ومعنى “الخلافة”، أن نتدبَّرَ ما وردَ في قرآنِ اللهِ العظيم من آياتٍ كريمة يتكفَّلُ تدبُّرها بتبيانِ الأمر. ومن هذه الآياتِ الآيةُ الكريمة 57 من سورةِ هود: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ).
يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ هذه الآيةِ الكريمة أنَّ “الخليفةَ” هو من يستخلفهُ اللهُ من بعدِ أن يُهلكَ قومَه. فقومُ سيدِنا هود قد أهلكَهم اللهُ واستخلفَ من بعدِهم قوماً آخرين هم سيدُنا هود والذين آمنوا معه.
ولذلك فإنَّ سيدَنا آدم قد جعلَه اللهُ في الأرضِ خليفة، وذلك من بعدِ أن أهلكَ مَن كان يُفسِدُ فيها ويسفكُ الدماء.