
يُصِرُّ المتطرفونَ، والمنبهرونَ بخطابِهم التحريضي الغوغائي الأهوج، على القولِ بأنَّ قيامَ دولةٍ للإسلامِ شرطٌ لابد من تحقُّقِه حتى يكتملَ للمسلمين تديُّنُهم! وهذا قولٌ يدحضُهُ ما جاءنا به قرآنُ اللهِ العظيم من آياتٍ كريمة تُفصِّلُ أمرَ التديُّنِ وتُبيِّنُه وبما لا يجعلُ تديُّنَ المسلمين مشروطاً بقيامِ دولةٍ لهم. فأينَ في قرآنِ اللهِ العظيم وجدَ المتطرفونَ، ومن انبهرَ بضلالاتِهم، ما يؤيِّدُ زعمَهم بألا تديُّنَ للمسلمين إلا تحت رايةٍ “فُصِّلَت” لهم دونَ غيرِهم من عبادِ الله؟!
لقد فصَّلَ القرآنُ العظيم العباداتِ التي يتعيَّنُ على المسلمِ أن يؤدِّيَها حتى يكونَ متديِّناً بِدينِ اللهِ تعالى. وليس من بينِ هذه العباداتِ ما يُشيرُ من قريبٍ أو بعيد إلى هذه الدولةِ المزعومةِ التي أزهقَ المتطرفونَ، ومَن سارَ متَّبعاً خُطاهم على طريقِ جهنمَ، آلافاً مؤلَّفةً من الأنفُسِ تصارُعاً عليها فيما بينهم!