
نصَّبَ المتطرفون أنفسَهم أوصياءَ على دينِ اللهِ تعالى فزعموا بأنَّ ذلك يُجيزُ لهم أن يفرضوا دينَ اللهِ تعالى على الناسِ أجمعين! ولو أنَّ المتطرفين كانوا على شيءٍ حقاً لأدركوا أنَّهم بهذه “الوصاية” المزعومة قد خرجوا على دينِ اللهِ تعالى! فاللهُ تعالى بيَّنَ لنا في قرآنِه العظيم، وفي مواطنَ منه عديدة، أنَّه لو شاء لهدى الناسَ أجمعين: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) (من 31 الرعد)، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (99 يونس)، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (118 هود).
فالإسلامُ هو ليس أن تضطرَّ الناسَ إلى التديُّنِ بدينِ اللهِ الحق، ولكن الإسلامَ هو أن تضطرَّ نفسَك إلى أن تتديَّنَ التديُّنَ الحق بِدينِ اللهِ الحق؛ هذا التديُّنُ الذي لو كان المتطرفون على شيءٍ منه لما تجاسروا على قرآنِ اللهِ العظيم فافترضوا لأنفسِهم سلطةً على عبادِ الله ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان! ولكن أنَّى للمتطرفين أن يتبيَّنوا الحقَّ فيتَّبعوه وواحدُهم قد اتَّخذَ إلهَه هواه فأضلَّه ذلك عن هَديِ الله فكان حقاً على اللهِ أن يُلقِيَ به في نارِ جهنمَ خالداً فيها أبداً.