
ما الذي بمقدورِ مَن يتدبَّرُ دعاءَ أنبياءِ اللهِ تعالى، كما قصَّ علينا القرآنُ العظيم قصصَهم، أن يتبيَّنه قاسماً مشتركاً بينها كلِّها جميعاً؟
فالمتدبِّرُ لدعاءِ أنبياءِ قرآنِ اللهِ العظيم لا يملكُ إلا أن ينبهرَ بقدرةِ اللهِ تعالى كما تجلَّت في إجابتِه دعاءِ أنبيائه الكرام. كما أنَّه لابد وأن يلمسَ هذا الذي كان عليه أنبياءُ اللهِ تعالى من يقينٍ مطلقٍ بأنَّ اللهَ تعالى سامعُهم ومجيبُهم.
ولقد أوجزَ سيدُنا زكريا الأمرَ بما حفظته لنا سورةُ مريم من دعائِه عليه السلام، وذلك في الآية الكريمة 4 منها: (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا). فكلُّ أنبياءِ اللهِ تعالى الذين حدَّثنا عنهم قرآنُ اللهِ العظيم كان هذا هو لسانَ حالِهم إيقاناً منهم مطلقاً بأنَّ اللهَ تعالى ما كان ليجعلَهم يشقونَ بدعائهم له إلحاحاً منهم عليه في الدعاءِ دونما طائل.