
نقرأُ في سورةِ الشمس، وفي الآيتين الكريمتَين 7- 8 منها: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا). فما هو معنى “ألهَمَها”؟
تُخفِقُ المقاربةُ القاموسية لهذه الكلمةِ القرآنيةِ في الإحاطةِ بالمعنى الذي تنطوي عليه. فالإلهامُ الذي تُشيرُ إليه هذه الآيةُ الكريمة هو غيرُ “الإلهام” الذي تواضعنا عليه وفقاً لما بوسعِنا أن نتبيَّنَه في قواميسِ اللسانِ العربي! فالإلهامُ، كما جاءتنا به هذه السورةُ الجليلة، هو البيانُ والتبيانُ والتبيين. فاللهُ تعالى بيَّنَ للإنسانِ، بقرآنِه العظيم، سبيلَ الرشدِ وسبيلَ الغَي. فإن هو اتَّبعَ هُدى الله، كما جاءه به دينُ الله، فقد اهتدى إلى ما يكفلُ له أن يتَّقِيَ اللهَ حقَّ تُقاتِه فيكونَ بذلك من عبادِه المتقين. وإن هو أعرضَ عن هَدي الله، فقد سلكَ السبيلَ الذي لن يعودَ عليه إلا بما سيجعلُه فاجراً وبما يجعلُه يعيشُ دنياه “معيشةً ضنكاً” ليُحشَرَ بعد موتِه مع غيرِه من “الكفرةِ الفجرةِ” في جهنم وبئس المصير.