
نقرأُ في سورةِ التحريم، وفي الآيتين الكريمتَين 11 و12 منها: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ). فما الذي يَعنيه أن يضربَ اللهُ تعالى مثلاً للذين آمنوا بامرأةِ فرعونَ وبمريمَ ابنةِ عمران؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ الآيتَين الكريمتَين: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) (من 4 الممتحنة)، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد) (6 الممتحنة). وبذلك فإنَّ بوسعِنا أن نقولَ بأنَّ اللهَ تعالى إذ ضربَ مثلاً للذين آمنوا بهاتين السيدتَين الفاضلتَين، فإنَّه بذلك يكونُ قد جعل لهم فيهما أسوةً حسنة لمن كان يرجو اللهَ واليومَ الآخِر.