
لا يملكُ عقلٌ موضوعيٌّ نزيهٌ متجردٌ عن الغرضِ والهوى غيرَ أن يُقِرَّ للقرآنِ العظيم بهذا الذي بوسعِ مَن يتدبَّرُه أن يتبيَّنَه فيه من انتصارِ اللهِ تعالى لكلِّ مظلوم. ولأنَّ النساءَ قد عانَينَ، طوالَ آلافِ السنين، من الجَورِ والظلمِ والغُبن، فلم يكن مستغرباً أن يشتملَ القرآنُ العظيم على العديدِ من الآياتِ الكريمةِ التي يتجلَّى فيها انتصارُ اللهِ تعالى لهن، وبما يُقدِّمُ “البرهانَ الأعظم” على أنَّ هذا القرآنَ لا يمكنُ أن يكونَ من عندِ غيرِ الله. فكلُّ مَن أرادَ ان يُنصِفَ المرأةَ وينتصرَ لها لابد وأن يجدَ في القرآنِ العظيم مُرادَهُ ومُبتغاه.
وفي هذا المنشورِ سوف أكتفي بإيرادِ مثالٍ قرآني واحد على هذا الانتصارِ الإلهي للنساء: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (23 -24 النور). فلقد لعنَ اللهُ تعالى في الدنيا والآخرة أولئك الذين يفترون على النساءِ، المُحصَناتِ الغافلاتِ المؤمنات، فيتهمونهن بارتكابِ فاحشةِ الزِّنا. وفي هذا ما فيه من تخويفٍ إلهي لكلِّ مَن تطوِّعُ له نفسُه أن يجترئَ على النساءِ لعلَّ أن يكونَ فيه ما يردعُه عن ذلك. فإن لم يرتدع فحسبُه جهنم يُخلَّدُ في عذابِها أبداً.