
هل كانت امرأةُ نوح من أهلِه؟ وهل كان ابنُ نوح من أهلِه؟
يتكفَّلُ بالإجابةِ على هذين السؤالين تدبُّرُ الآياتِ الكريمةِ التالية: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (10 التحريم)، (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ. قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (45- 46 هود).
يتبيَّنُ لنا، وبتدبُّرِ هذه الآياتِ الكريمة، أنَّ امرأةَ نوحٍ وابنَه لم يكونا من أهلِه، وبذلك يكونان قد حُرِما نعمةَ اللهِ ورحمتَه اللتين أنعمَ اللهُ تعالى بهما على سيدِنا نوح وأهلِه؛ هذه النعمةُ وهذه الرحمةُ اللتان تجلتا فيما عادَ على سيدِنا نوح وأهلِه مما بوسعِنا تبيُّنُه بتدبُّرِ قولِه تعالى: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) (76 الأنبياء).