
حذَّرَ القرآنُ العظيم الإنسانَ من مغبةِ صَدِّهِ وإعراضِه عن هَديِ اللهِ تعالى. ولقد بيَّنَ القرآنُ للإنسانِ أنَّ كلَّ ما يلفظُ من قولٍ، ويعملُ من عملٍ، محفوظٌ في كتابٍ عند اللهِ لا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها:
1- (هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (29 الجاثية).
2- (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (80 الزخرف).
3- (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (52- 53 القمر). فالزُبُرُ في هذه الآيِة الكريمة هي “كُتُبُ اللهِ” التي تُدوَّنُ فيها أقوالُ وأعمالُ بَني آدم كلُّها جميعاً.
وكلمةُ “الزُّبُر” تَرِدُ في القرآنِ العظيم بمعنى آخر هو ما أنزلَه اللهُ تعالى من علمٍ على عبادِه المُرسَلين: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِير) (184 آل عمران). و”الزُّبُر” هي جمعُ كلمةِ “زبور”، ومن ذلك الكتابُ الذي آتاهُ اللهُ تعالى سيدَنا داود: (وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا) (من 163 النساء). وكلمة “زبور” مشتقةٌ من “زبَرَ”، وهي كلمةٌ عربيةٌ قديمة تعني “كَتبَ”.