
أقامَ اللهُ تعالى على كفارِ قريش الحجةَ بأنَّ القرآنَ لا يمكنُ أن يكونَ من عندِ غيرِ الله، وذلك بأن بيَّنَ لهم أنَّ هذا القرآنَ مذكورٌ في “زُبُرِ الْأَوَّلِينَ”، أي في “كتُب الأولين”؛ تلك الكتبُ التي أنزلَها اللهُ على رُسُلِه الذين بعثهم في الأولين. فـ “زُبُرِ الْأَوَّلِينَ” إذاً هي كُتبُهم التي جعلَ اللهُ تعالى فيها ما يشهدُ لقرآنِه العظيم بأنَّه مُنزلٌ من عندِه حقاً. واللهُ تعالى إذ يصفُ كتبَه هذه التي أنزلَها على رسُلِه بأنَّها “زُبُرُ الأولين وكتبُه”، فإنَّه إنما يُعرِّفُها بدلالةٍ من الذين أرسلَ إليهم رسُلَه بزُبُرِه وكتبِه هذه.
ولذلك نقرأُ في قرآنِ اللهِ العظيم:
1- (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) (من 114 الأنعام).
2- (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) (3 الأعراف).
3- (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (46 العنكبوت).
4- (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُون) (55 الزمر).
5- (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (199 آل عمران).