
يُفسِّرُ القرآنُ بعضُه بعضاً. وهذه حقيقةٌ من حقائقِ القرآنِ التي حباهُ اللهُ تعالى بها إذ جعلَه مُيسَّراً للذكر، وذلك بدلالةٍ مما بوسعِ مَن يتدبَّرُه أن يستعينَ بما تأتَّى له أن يُفسِّرَه منه على تفسيرِ ما استعصى عليه أمرُ تفسيرِه.
فحتى يكونَ بمقدورِنا أن نُفسِّرَ كلمةَ “خُلُق” الواردة في الآيةِ الكريمة 137 من سورةِ الشعراء (إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ)، فإنَّ بإمكانِنا أن نستعينَ بعبارةِ “أساطير الأولين” التي وردت تسعَ مراتٍ في قرآنِ اللهِ العظيم. فهذه العبارةُ القرآنيةُ الجليلة “أساطيرُ الأولين” تعني، وكما بالإمكان تبيُّنُه بتدبُّرِ مواطنَ ورودِها في القرآنِ العظيم: “ما كان عليه الأولون من شِرعةٍ ومنهاجٍ ومعتقد”. فـ “خُلُقُ الأولين” إذاً هو “أساطيرُ الأولين”، بهذا المعنى الذي تبيَّنَ لنا بتدبُّرِ مواطنَ ورودِها في القرآنِ العظيم.