
نقرأُ في سورةِ البقرة، وفي الآية الكريمة 74 منها: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون). فما هي الأحجارُ التي أشارَ إليها اللهُ تعالى بقوله “وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ”؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ قولَه تعالى (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (من 25 الحديد). فالحديدُ الذي يُشيرُ إليه قولُه تعالى في هذه الآيةِ الكريمة هو ما ينزلُ من السماءِ نيازكَ فيها معادنُ منها هذا الحديد. ومن هذه النيازكِ ما قد وردَ ذكرُه في الآية الكريمة 32 من سورة الأنفال (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).