
يجادلُ البعضُ في آدمَ فيقولُ فيه بغيرِ ما جاءنا به قرآنُ اللهِ العظيم! ومن ذلك، القولُ بأنَّه طالما كان اللهُ قد خلقَ آدمَ من طينِ الأرضِ وترابِها، وطالما كان اللهُ قد جعلَه في الأرضِ خليفةً، فإنَّ الجنةَ التي أمرَه بأن يسكُنَها وزوجُه لا يمكنُ أن تكونَ إلا على هذه الأرض، وأنَّه لا يمكنُ لها بالتالي أن تكونَ في السماء!
ولو أنَّ القائلين بـ “أرضيةِ” الجنةِ التي سكنها آدم وزوجُه تفكَّروا في الأمرِ قليلاً لما كان ليستعصيَ عليهم أن يتبيَّنوا أنَّ ما قد خالوها حجةً، إنما يدحضُها ويُفنِّدُها ما جاءنا به القرآنُ العظيم من تبيانٍ مفادُه أنَّ آدمَ وزوجَه لم يطُل بهما المقامُ في الجنةِ، وأنهما قد أُخرِجا منها وأُعيدا إلى الأرض التي خلقهما اللهُ من ترابِها!