
“سقَر” إسمٌ من أسماءِ جهنم وردَ في القرآنِ العظيم أربعَ مرات:
1- (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ. لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ. لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ. عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) (26- 30 المدثر).
2- (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) (48 القمر).
3- (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) (42 المدثر).
ويُخبِرُنا القرآنُ العظيم بأنَّ اللهَ تعالى قد أوكلَ أمرَ أصحابِ الجحيم إلى تسعةِ عشرَ من ملائكته الكرام سمَّاهم تارةً بـ “الزبانية” (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ. سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) (17- 18 العلق)، وأخرى بـ “الخزنة” (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (71 الزُّمَر).
كما ويخبرُنا القرآنُ العظيم بأنَّ اللهَ تعالى قد جعلَ عِدةَ (عددَ) هؤلاءِ الخزنةِ الزبانية فتنةً للذين كفروا، وذلك لما سيضطرُّهُم إليه ذلك من إيغالٍ في الغَي وإمعانٍ في الضلالة إذ سيتساءلون “ولماذا هذا العددُ على وجه التحديد؟”، و”كيف نصدِّقُ أنَّ هذا العددَ كافٍ ليوكَلَ إليه أمرُ تعذيبِ الكافرين من الجن والإنس كلِّهم جميعاً في جهنم؟”، وغيرُ ذلك من الأسئلةِ التي تنضحُ كفراً باللهِ تعالى وتشكيكاً بقرآنِه.
كما ويُخبرُنا القرآنُ العظيم بأنَّ اللهَ تعالى قد جعلَ عِدةَ خزنةِ جهنم الزبانية تسعة عشر، وذلك لِيستيقنَ أهلُ الكتابِ ولا يرتابوا في هذا الذي جاءهم به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم من عندِ اللهِ تعالى، وما ذلك إلا لأنَّ لا أحد غيرَهم يعلمُ عددَ الملائكةِ الذين أوكلَ اللهُ تعالى إليهم أمرَ أصحابِ النار، فيتحقَّقُ لهم بذلك أن يؤمنوا بأنَّ ما جاءهم به هذا القرآنُ يُصدِّقُ ما بين أيديهم من الكتاب (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (3 آل عمران)، (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِين) (81 آل عمران).
وبذلك يزدادُ الذين آمنوا إيماناً، أما وقد رأوا بأُمِّ أعيُنِهم كيف آمنَ علماءُ أهلِ الكتابِ بقرآنِ اللهِ العظيم، فلا ترتابُ بعدها قلوبُهم (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر) (31 المدثر).