
جعلَ اللهُ تعالى لجهنمَ سبعةَ أبوابٍ، وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ الآيتين الكريمتين 43- 44 من سورة الحجر (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ. لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُوم). فلماذا كانت أبوابُ جهنم سبعة؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ الحقيقةَ القرآنيةَ التي مفادُها أنَّ اللهَ تعالى خلقَ سبعَ سماواتٍ وسبعَ أرضين (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) (من 12 الطلاق).
وكنتُ قد بيَّنتُ في أكثرِ من منشورٍ أنَّ العلةَ من كونِ السماوات قد خلقهنَّ اللهُ سبعاً إنما تعود إلى ما أخبرنا به قرآنُ اللهِ العظيم من أنَّ اللهَ قد خلقَ السماواتِ والأرضَ في ستةِ أيام ثم استوى على العرش (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (من 54 الأعراف). فإذا كانت السماواتُ والأرض قد خلقهما اللهُ تعالى في ستةِ أيام، فإنَّ ذلك يجعلُ استواءَ اللهِ على العرش هو في اليوم التالي (أي في اليوم السابع).
فإذا كان اللهُ تعالى قد خلقَ سبعَ سماواتٍ وسبعَ أرضين، وذلك تذكيراً بيوم استوائه على العرش، فإنَّه قد جعلَ أبوابَ جهنم سبعاً للعلةِ ذاتِها.