
استثنى اللهُ تعالى طوائفَ من خَلقِه، لا يعلمُهم أحدٌ إلا هو، فجعلهم بمنأى عن أن ينالَهم ما يحولُ دون أن يبقوا “أحياءَ” حتى قيام الساعة. فمن الملائكةِ مَن اصطفاهم اللهُ تعالى فجعلَهم رسُلاً أرسلَهم إلى مَن شاءَ من عِبادِه الذين اصطفى. وهؤلاء الملائكةُ “مُنظَرون” إلى يومِ الوقتِ المعلوم. ومن الملائكةِ مَن أرسلَهم اللهُ تعالى ليُنزِلوا عذابَه بساحةِ مَن حقَّت عليهم كلمةُ العذاب في هذه الحياةِ الدنيا (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ. لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ) (6- 8 الحِجر). كما أنَّ من الملائكةِ مَن اصطفاهم اللهُ تعالى فجعلَهم بمعزلٍ عن أن يطالَهم الصُّورُ بنفختِه التي ستصعقُ وتُفزِعُ كلَّ من في السمواتِ والأرض إلا مَن شاء: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) (من 68 الزمر)، (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) (من 87 النمل).
ومن “المُنظَرين” إلى يومِ القيامةِ أيضاً إبليسُ الذي سألَ اللهَ تعالى أن “يُنظِرَه” إلى يوم القيامة فلا يُعاجلَه فيقضيَ عليه في هذه الحياةِ الدنيا (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ. إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم) (36- 38 الحجر).
كما أنَّ من البشرِ مَن قدَّرَ اللهُ تعالى له أن “يُنظَرَ” فيبقى حياً بإذنه إلى يوم القيامة (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (29 الدخان).