
“الخَيراتُ” في القرآنِ العظيم تجيءُ بمعنى ذي صلةٍ بكلِّ فعلٍ من أفعالِ الخيرِ التي أمرَ اللهُ تعالى بها عبادَه المؤمنين، فما كان منهم إلا أن سارعوا إليها امتثالاً منهم وإذعاناً لما أمرَهم اللهُ تعالى به، ومن ذلك قولُه تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) (114 آل عمران)، (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (من 48 المائدة)، (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِين) (من 73 الأنبياء)، (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (من 90 الأنبياء)، (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (61 المؤمنون)، (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير) (من 32 فاطر).
كما وتأتي “الخيراتُ” في القرآنِ العظيم أيضاً بمعنى الخيرِ الذي يُنزِلُه اللهُ تعالى، فضلاً منه ونعمة، على عبادِه المؤمنين في هذه الحياةِ الدنيا وفي الآخرة، وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّر ما جاءتنا به سورةُ التوبة في الآيتين الكريمتين 88- 89 منها: (وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم).
وخيراتُ اللهِ تعالى في هذه الحياةِ الدنيا حِجرٌ على عبادِه المتقين، فلا حظَّ لمَن لم يتَّقِ اللهَ تعالى في خيراتِه هذه (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ. نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ) (55- 56 المؤمنون).