
يظنُّ كثيرٌ من أنصارِ نظريةِ التطور أنَّ هذه النظريةَ قد كشفت النقابَ عن حقيقةِ الإنسان، وذلك بتِبيانِها لآلياتِ وقوانينِ التطور التي حتَّمت على الكائنات الحية أن ينتهيَ بها الأمرُ إلى ما هي عليه اليوم! ومن بين هذه الآلياتِ والقوانين، التي ظنَّ داروين وتوهَّمَ أنَّ بمقدورِها أن تُعلِّلَ لبقاءِ كائناتٍ على حسابِ انقراضِ كائناتٍ أخرى، قانونُ “البقاء للأصلح”.
وبرهانُ بطلانِ ما تقولُ به نظرية التطور من أن “البقاءَ للأصلح” يكمنُ في الحقيقةِ التي مفادها أنَّ كلَّ ما في الطبيعةِ من كائناتٍ لا تمايُزَ هنالك بينها وبما يجعلُ بعضَها هو “الأصلح”! فكلُّ ما في الطبيعةِ “صالحٌ”، إذ كيف يكونُ هنالك من الكائناتِ مَن هو “أصلحُ” من غيرِه! إنَّ البقاءَ في عالم الطبيعة قد كفلَه اللهُ لكائناتِها كلِّها جميعا، وذلك بما بثَّه فيها من قوانينَ وأسبابٍ تكفَّلت بإذنِه تعالى بأن يتحقَّقَ لها هذا البقاء.