
سؤالٌ مُحيِّرٌ لابد وأن يكونَ قد جالَ بِخاطرِ كلِّ مَن تدبَّرَ يوماً قصةَ آدمَ كما يقصُّها علينا قرآنُ اللهِ العظيم. وهذا السؤالُ هو ” لماذا غفرَ اللهُ لآدم ولم يغفر لإبليس؟”.
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ قولُ اللهِ تعالى (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا) (من 13 الأعراف). فالشيطانُ كان من المتكبرينَ المستكبرين، وبرهانُ ذلك رفضُه الامتثالَ لأمرِ اللهِ تعالى بالسجودِ لآدم؛ هذا الأمرُ الذي ما صدرَ عن اللهِ تعالى إلا ليَميزَ الشيطانَ عن الملائكةِ الذين كان الشيطانُ يتعبَّدُ معهم في الملأ الأعلى.
أما آدمُ، فما كان منه، أما وقد تبيَّنَ له أنَّه قد عصى اللهَ تعالى، إلا أن قال مستغفراً ربَّه (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23 الأعراف). فلو أنَّ اللهَ تعالى كان قد أمرَ آدم بأن يسجدَ لأيٍّ من مخلوقاتِه لما تردَّدَ لحظةً واحدةً قبل أن يسجد.