
توجَّهَ سيدُنا أيوب إلى اللهِ تعالى بدعاءٍ حفظته لنا سورةُ الأنبياء في الآيةِ الكريمة 83 منها (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
وقد استجابَ اللهُ دعاءَ عبدِه أيوب وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ قولِه تعالى (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) (من 84 الأنبياء). ولقد زادَ اللهُ تعالى سيدَنا أيوب فآتاهُ أهلَه ومثلَهم معهم (وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) (من 84 الأنبياء). وكلُّ هذا الفضلِ من لدُن اللهِ تعالى مكفولٌ لمَن كان من العابدين الذين توجَّهَ اللهُ تعالى إليهم بقولِه الذي اختُتمت به الآيةُ الكريمة 84 من سورة الأنبياء (رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ).
يتبيَّنُ لنا، وبتدبُّرِ الآية الكريمة 84 من سورة الأنبياء أعلاه، أنَّ اللهَ تعالى يريدُ من عباده ألا ييأسُوا من رَوحِه، وألا يكونوا من القانطين، وأن يكونَ حالُهم معه حالَ العابدين، وذلك حتى يكونَ لهم أن تنالَهم من اللهِ تعالى رحمةٌ تُذهِبُ بما ألمَّ بهم من عظيمِ المُصابِ حتى وإن كان بقدرِ ما اضطرَّ سيدَنا أيوب إلى المعاناةِ منه.