
ما كان اللهُ تعالى ليجعلَ كيدَ الشيطانِ للإنسان إلا ضعيفاً (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (من 76 النساء)، أما وأنَّ الإنسان قد خُلِقَ ضعيفاً (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (من 28 النساء). ولذلك كان بمقدورِ الإنسانِ أن يُفلِتَ من كيدِ الشيطانِ بمجردِ أن يكونَ من عبادِ الرحمن. ولذلك أيضاً لم يكن للشيطانِ من سلطانٍ على الإنسان إلا بما مكَّنَه منه الإنسانُ، وذلك بأن يُعرِضَ عن هَدي الرحمن فيُصبِحَ عُرضةً لنزغِ وكيدِ الشيطان.
ولقد حسمَ القرآنُ العظيم الأمرَ بقَولِ اللهِ الفصل (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) (42 الحِجر)، وهو قولٌ أكَّدَته الآيتان الكريمتان اللتان حفظتا لنا ما قاله الشيطانُ بهذا الشأن (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (82- 83 ص).