
للشيخ الشعراوي تفسيرٌ لكلمة “العالِين” الواردةِ في الآيةِ الكريمة 75 من سورة ص (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَأَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ).
وتفسيرُ الشعراوي لهذه الكلمةِ القرآنية الجليلة يشذُّ عن إجماعِ جمهورِ المفسِّرين من أنها تعني أولئك الذين حالَ تكبُّرُهم واستعلاؤهم دونَ أن يُذعِنوا لما أمرَ به اللهُ تعالى. أما الشعراوي فيقولُ في “العالِين” إنهم طائفةٌ من الخَلق لا شيءَ يشغلهم عما هم فيه من تفرُّغٍ تامٍّ لذِكرِ اللهِ تعالى؛ هذا التفرُّغُ الذي يجعلُهم غيرَ محاسَبين على عدمِ امتثالِهم لأمرِ اللهِ تعالى القاضي بسجودِ الملائكةِ أجمعين لسيِّدِنا آدم!
وفي رأيي، فإنَّ ما ذهب إليه الشعراوي بهذا الخصوص مخالفٌ لصريحِ نَصِّ القرآنِ العظيم الذي نَصَّ في موطنٍ آخرَ منه على ما فيه تبيانٌ لهذا الذي تنطوي عليه كلمةُ “العالين” فلا حاجةَ بعدها إلى “ابتداعِ” هكذا مقارباتٍ ما أنزلَ اللهُ تعالى بها من سلطان. ولستُ أدري كيف فاتَ الشعراوي ما وردَ في القرآنِ العظيم من قولِ اللهِ تعالى (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ. إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ) (45- 46 المؤمنون).
ولستُ أدري أيضاً من أين جاء الشعراوي بهذه المعلومة التي خالفَ بها عن كلامِ اللهِ تعالى!