
أخرجَ اللهُ تعالى إبليسَ من الجنة، وذلك لأنَّه أبى أن يمتثلَ لأمرِ اللهِ تعالى للملائكة بأن يسجدوا لآدم (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (11 الأعراف). فالجنةُ التي كان إبليسُ يتعبَّدُ فيها للهِ تعالى مع الملائكةِ الكرام، ما كان له أن يمكثَ فيها بعدما تبدَّى من عصيانِه للهِ تعالى (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) (13 الأعراف).
وإخراجُ اللهِ تعالى لإبليسَ من الجنة يختلفُ عن إخراجِ اللهِ تعالى لأبينا آدم منها. فلقد تعيَّنَ على آدم ألا يبقى في الجنة، هو وزوجُه، وذلك لأنَّ أكلَهما من الشجرةِ التي نهاهما اللهُ عنها نجمَ عنه ما حتَّمَ على بَنيهِ أن يجريَ عليهم ما لا يستقيمُ مع البقاءِ فيها. وذلك هو عينُ ما حدثَ، إذ سرعانَ ما تمخَّضَ عن إخفاقِ إبنِ آدم في اتِّباعِ هَديِ الله ما جعلَه يبسطُ يدَه إلى أخيه ليقتلَه!