
وردت كلمة “القلم” في قرآنِ اللهِ العظيم مرتين اثنتين: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (4- 5 العلَق)، (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (1 القلم).
كما ووردت كلمة “أقلام” في قرآنِ اللهِ العظيم مرتين اثنتين هي الأخرى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (44 آل عمران)، (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (27 لقمان).
وإذا كان جمعُ “قلم” هو “أقلام”، وفقاً لما تقضي به قواعدُ وأحكامُ اللسان العربي، فإنَّ هذا لا يلزمُ عنه وجوبُ أن يكونَ “القلمُ” في القرآنِ جمعَه “أقلام”َ! فـ “القلم”، وفقاً للسانِ القرآنِ العربي المبين، هو “قلمُ اللهِ” الذي ورد ذكره في الآيةِ الكريمة 4 من سورة العلق أعلاه، وهو أيضاً “قلمُ الملائكة” الوارد ذكره في الآية الكريمة الأولى من سورة القلم أعلاه.
ونُخطئُ إذ نظنُّ أنَّ “القلم” الذي ورد ذكره في القرآن العظيم هو أيَّ قلمٍ كان، حتى وإن كان ذاك الذي تخطُّ به يمينُ الإنسان! ويُفضي بنا ذلك لا محالة إلى وجوبِ أن نتدبَّرَ الآيةَ الكريمة 4 من سورة العلق أعلاه، والآية الكريمة الأولى من سورة القلم أعلاه، وفقاً لما يقضي به ذلك! فـ “قلمُ الله” هو الذي علَّمَ اللهُ به الإنسانَ ما لم يعلم إذ كتبَ اللهُ به الصُّحُفَ والكتبَ التي أنزلَها على أنبيائه المُرسَلين. و”قلم الملائكة” هو الذي تكتبُ به الملائكةُ وتسطرُ ما يلفظُ الإنسانُ من قولٍ وما يعملُ من عملٍ في “صُحفٍ مُسطَّرة” (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (52- 53 القمر).